وقال ابن هبيرة: هو فيما يظهر لي أنه على حذف مضاف والتقدير: كنت حافظ سمعه الذي يسمع به، فلا يسمع إلا ما يحلّ استماعه، وحافظ بصره كذلك إلخ، وبنحوه قال الخطابي، انظر الفتح (١١/ ٣٤٤). وأما الاتحادية الملاحدة فزعموا أنه على حقيقته!! وأن الحق سبحانه عين العبد!! واحتجوا بمجي جبريل في صورة دحية، قالوا: فهو روحاني خلع صورته وظهر بمظهر البشر!! قالوا: فالله أَقْدر على أن يظهر في صورة الوجود الكلي أو بعضه!! تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا! (٢) وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية -رَحِمَهُ اللهُ- عن معني "تردد الله" في الحديث، فقال: "هذا حديث شريف، قد رواه البخاري من حديث أبي هريرة وهو أشرف حديث روي في صفة الأولياء، وقد ردّ هذا الكلام طائفة وقالوا: إن الله لا يوصف بالتردد! إنما يتردد من لا يعلم عواقب الأمور، والله أعلم بالعواقب. وربما قال بعضهم: إن الله يعامل معاملة المتردد. والتحقيق: أن كلام رسول -صلى الله عليه وسلم- حق، وليس أحدٌ أعلم بالله من رسوله، ولا أنصح للأمة منه، ولا أفصح ولا أحسن بيانًا منه، فإذا كان كذلك، كان المتحذلق والمنكر عليه من أضل الناس وأجهلهم وأسوئهم أدبًا، بل يجب تأديبه وتعزيره، ويجب أن يصان كلام =