للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا لا يصح، لأنَّ معنى وصفه بالآخر: أنَّه الباقي الدائم الوجود (١).

وأمَّا وصفه تعالى بأنَّه "مُجِيبٌ" معناه دعوة الداعي إذا دعاه (٢).

وأما وصفه تعالى بأنَّه "قَاهِرٌ" فمعناه الغالب لجميع الأشياء عن مُرادها، وقد يكون بمعنى قَادر وقدير، وفي معناه غَالب وغلاب، يرجع إلى معنى قاهر وقادر (٣).

وأَمَّا وصفه تعالى بأنَّه "فَاصِل" فمعناه: يحكم ويَقضي بين عباده ما كانوا فيه يختلفون، لأنه عالم بسرِّهم وجهرهم (٤).

وأمَّا وصفه تعالى بأنَّه "فالِقٌ" قيل معناه: خالق، وقيل معناه: خالقُ الفَلَق، وهو دَرَكَة في جهنّم، قال تعالى {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)} [الفلق: ١] وقال تعالى {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ} [الأنعام: ٩٦]، وقال {فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} [الأنعام: ٩٥] (٥).


(١) ومذهب أهل السنة والجماعة دوام الجنة والنار بنص القرآن الكريم المصرح ببقائهما أبدًا في عدة آيات، وكذا في السنة المطهرة. وبقاؤهما إنما هو بإبقاء الله لهما. وانظر شرحنا على الطحاوية (ص ٥٢٩) وما بعدهما.
(٢) ورد هذا الاسم "المجيب" في قوله تعالى {إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} [الآية: ٦١] من سورة هود. كما قال تعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: ١٨٦].
(٣) انظر النهج (١/ ١٨٢ - ١٨٣).
(٤) ورد في الكتاب العزيز في قوله سبحانه {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} [الأنعام: ٥٧].
وهو من الأسماء المضافة، وقد ذكره الأصبهاني وابن العربي والشرباصي فى الأسماء الحسنى.
(٥) هما من الأسماء المضافة.
أما الأول فقد ذكره بعض العلماء في الأسماء كالقرطبي وابن الوزير والشرباصي.
وأما "فالق الحب والنوى" فقد ذكره الحليمي والبيهقي والقرطبي والشرباصي وغيرهم.

<<  <   >  >>