للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثاني: معناه التَّقْدير للشيء وجعله على مقدار، ومنه قول تعالى {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (٤٩)} [القمر: ٤٩] وقوله {قَدَّرَ فَهَدَى} [الأعلى: ٣] (١).

ولا يجوز وَصْفُه بأنَّه مقدر للشيء بمعنى الظن والشك، كقوله القَائل: قدَّرت زَيدًا عبدي، أي ظننت وحسبت، يتعالى عن ذلك.

ويوصف سبحانه بأنَّه "موجود" فيجوز أنْ يعني به أنه موجود لنفسه، ويجوز أنْ يعني به وجود غير به، وهو علم غيره به (٢) ورؤيته له.

ويجوز وصفه بأنه "نَاظِرٌ" على معنى رائي مُدْرك للمرئيات، وعلى معنى ناظر لخلقه بمعني مُنْعِم مُتَفَضِّل عليهم، وراحم لهم، ومتعطف عليهم (٣).

ولا يجوز حمله على أنَّه بمعنى: مروي ومُفكر، لأنَّ ذلك لا يجوز عليه. ويجوز وصفه بأنَّه "شَفِيق" (٤) على معنى الرأفة والرحمة، ولا يجوز حمله على الخَوف والحزن من نزول ضرر.

وكذلك وصفه تعالى بأنَّه "رَفِيقٌ" إذَا عُنِي به الرحمة للعباد، والتَّعطف عليهم (٥)، وكذلك عطوف وعاطف.


(١) انظر النهج (٢/ ١١٢ - ١١٥).
(٢) كذا في الأصل!
(٣) الفعل (نظر) له عدة استعمالات في اللغة، حسب تعديه بنفسه أو بحرف الجر، فإن عدي بنفسه، كان بمعنى التوقف والانتظار، كقوله تعالى {انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} [الحديد: ١٣] أي انتظرونا.
وإنْ عُدي بحرف (في) فمعناه النظر والاعتبار، كقوله تعالى {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}. وإن عدي بحرف (إلى) فمعناه المعاينة بالأبصار، كقوله تعالى {انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ} [الأنعام: ٩٩].
(٤) وصفه تعالى بأنه "شفيق" لا أعلم له دليلًا من الكتاب أو السنة الصحيحة.
(٥) ثبت أن من أسمائه تعالى "الرفيق" كما في صحيح مسلم، انظر النهج (٣/ ٨).

<<  <   >  >>