(٢) إرادة الله تعالى صفة من صفاته الذاتية، وليس هي علمه! وهو سبحانه لم يزل مريدًا بإرادات متعاقبة متنوعة، فنوع الإرادة قديم، وإرادته الأشياء وهي تنقسم إلى قسمين: إرادة كونية قدرية مرادفة للمشيئة. وإرادة دينية شرعية. فمن الدليل على الأولى: قوله تعالى {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} وقوله {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} [الأنعام: ١٢٥] وهي لا تستلزم محبته، ومن الدليل على الثانية: قوله {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} الآية، وقوله {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ} وقوله {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} الآية، ونحوها وهي متضمنه لمحبة الله تعالى ورضاه. وليس بين الإرادتين تلازم، فقد يريد سبحانه شيئًا لا يحبه، وقد يحب شيئًا لا يريده للتفصيل: انظر شرح الطحاوية (ص ١١١ - ١١٦) وشرح العقيدة الواسطية ومجموع الفتاوى (٣/ ٨٧، ١٣٢) و (١٦/ ٣٠٣) كلاهما لشيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ الله.