للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويَحسده، ليبلوا بذلك شكرَه وصبرَه، ويعظمَ بذلك ثوابه وأجره، وقد قال تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ} [الفرقان: ٣١] وقال تعالى {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (١٨٦)} [آل عمران: ١٨٦] وقال تعالى {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل عمران: ١٢٠] وقال تعالى {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} [البقرة: ١٠٩].

٣٢٤ - وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- "لو أنَّ مُؤمِنًا على قَصَبَة في البحر، لَقَيَّض اللهُ له مُنَافِقًا يُؤذيه" (١).

وقال الشاعر:

وإذَا أَتَتكَ مَذَمَّتِي مِنْ نَاقِصٍ … فهي الشَّهادةُ لي بأنِّي فَاضِل

٣٢٥ - وقال رجلٌ لأحمد بن حنبل رحمة الله عليه: يا أبا عبد الله، قالوا إن عندك كتابُ زَنْدَقَة! فقال: لا يحرز المؤمن إلا قبره.

واعلموا رحمكم الله أنَّ اعتقادي في هذه الأخبار ما قدمته في أثناء كتابي مِنْ حملها على ظاهرها، من غير تشبيهٍ ولا تجسيم، فيما لا يُحيل صفاته، لا يخرجها عما تستحقه، فمن روى عنَّا خِلافَ ذلك، أو أَضَافَ إلينا سواه، أو نحلنا في ذلك قولًا غيره، فهو كاذبٌ مُفتري، مُتَخَرِّصٌ مُعّتدي، يبوء بسخط الله، وعليه غَضبُ اللهِ ولَعنته في الدَّارين، وحقٌ على الله عَزَّ وجلَّ أنْ يُوردَه المورد الذي وَعَدَ رسول الله حرباه، وأنْ يحله المحال الذي أخبَر نبي


(١) لم أجده الآن!

<<  <   >  >>