للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكتب أهل الأندلس على العتبية ما شاء الله أن يكتبوا مثل ابن رشد وأمثاله" (١).

وقد ألف عبد الله بن أبي زيد عبد الرحمن القيرواني المتوفى سنة ٣١٠ هـ كتاب النوادر والزيادات على ما في المدونة من غيرها من الأمهات، وهو كتاب جامع في فقه المالكية لما افترق في دواوينهم، أضاف الزيادات التي في تلك الدواوين إلى ما في المدونة، وهو كتاب ضخم يقع في تسعة عشر مجلدًا، يصل عدد صفحات كل مجلد إلى أربعمائة صفحة تقريبًا، وتوجد منه نسخة كاملة في أيا صوفيا بتركيا.

وكتاب بهذا الاتساع وهذا الشمول لا بدَّ أنه استوعب كل مدونات الفقه المالكي إلى عصره (٢).

يقول ابن خلدون في هذا الكتاب: "جمع ابن أبي زيد جميع ما في الأمهات من المسائل والخلاف والأقوال في كتاب النوادر، فاشتمل على جميع أقوال المذهب، وفرع الأمهات كلها في هذا الكتاب، ونقل ابن يونس معظمه في شرحه على المدونة" (٣).

ومن الكتب الكبار في المذهب المالكي كتاب (الذخيرة للقرافي) (٦٢٦ - ٦٨٤)، فإنه حوى علمًا جمًا في مذهب المالكية، فإن مؤلفه كما يقول في مقدمته جمع له من تصانيف المذهب نحو أربعين تصنيفًا ما بين شرح وكتاب مستقل (٤).

وقد جمع فيه بين الكتب الخمسة التي عكف عليها المالكيون شرقًا وغربًا، وهو يريد بالكتب الخمسة: المدونة لسحنون، والجواهر الثمينة في مذهب عالم


(١) مقدمة ابن خلدون: ص ٨٠٦. الفكر السامي: ١/ ٤٣٩.
(٢) دراسات في مصادر الفقه المالكي: ص ٦٨ - ١٠٩.
(٣) مقدمة ابن خلدون: ص ٨٠٨.
(٤) الذخيرة: ١/ ٣٦.

<<  <   >  >>