للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي مصر ألف كتابه (الأم)، وهو يمثل مذهبه الجديد، وألف كتابه (الرسالة) في العراق، ويعد كتاب (الرسالة) أول كتاب يؤلف في علم "أصول الفقه"، ولذلك فإنه يعدُّ واضع علم أصول الفقه.

والإمام الشافعي ذكر أصول مذهبه ومنهجه في الاستنباط في كتبه، وقد أوجزها في كتابه (الأم) حيث يقول: العلم طبقات شتى:

الأولى: الكتاب والسنة إذا ثبتت السنة.

الثانية: الإجماع فيما ليس فيه كتاب ولا سنة.

الثالثة: أن يقول بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا نعلم له مخالفا من الصحابة في قوله.

الرابعة: اختلاف أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك.

الخامسة: القياس على بعض الطبقات (١).

ويقول في كتابه الرسالة: "ليس لأحد أبدا أن يقول في شيء حلَّ ولا حرم إلا من جهة العلم، وجهة العلم الخبر في الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس" (٢).

وهو يرى تقدم الكتاب والسنة على بقية الأدلة، قال في (الأم): "لا يصار إلى شيء غير الكتاب والسنة وهما موجودان" (٣).

وهو يحتج بخبر الواحد ما دام راويه ثقة عدلا، ولا يشترط في خبر الواحد الشهرة فيما تعمُّ به البلوى كما قال الأحناف، ولا أن يوافق عمل أهل المدينة، كما قال مالك، فهو يشترط صحة السند فقط.


(١) كتاب الأم: ٧/ ٣٤٦.
(٢) الرسالة: ص ٣٩، وقريب منه في ص: ٥٨.
(٣) كتاب الأم: ٧/ ٣٤٦.

<<  <   >  >>