الكتاب، وشرحه كثير من فقهاء المذهب، وقد زادت شروحه على ثلاثمائة شرح.
وأفضل هذه الشروح وأشهرها شرحان:
الأول: المغني للشيخ موفق الدين ابن قدامة المقدسي.
الثاني: شرح القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء.
والمغني أكبر حجما من شرح أبي يعلى، ولم يقتصر ابن قدامة في المغني على المسائل التي يوردها الخرقي، بل يذكر المسألة التي ذكرها الخرقي، ويبين غالبا روايات إمام المذهب، بل يذكر أقوال أئمة المذاهب، ويذكر أدلتهم، ويبين الصحيح من الضعيف، كما يذكر أقوال الصحابة والتابعين، وهو مع ذلك يشرح أقوال الخرقي، ويدل على معانيها ومراميها.
والقاضي أبو يعلى متفق في منهجه مع ابن قدامة في ذكره للأدلة من الكتاب والسنة للمسائل التي يعرض لها، ولكنه يقتصر في شرحه على المسائل التي ذكرها الخرقي ولا يزيد عليها.
وشرح القاضي أبي يعلى في مجلدين كبيرين، وطريقته في أنه يذكر المسألة من الخرقي ثم يذكر من خالف فيها، ثم يقول فيها كذا، ويفيض في إقامة الدليل من الكتاب والسنة والقياس على طريقة الجدل، ولكنه لا يذكر في شرحه من مسائل الفقه إلا المسائل التي ذكرها الخرقي.
والشيخ الموفق رحمه الله شيخ المذهب بحق، وقد عرف فقهاء الحنابلة وغيرهم قدره، فمؤلفاته أصبحت العمدة في فقه المذهب الحنبلي، وكما كان رجل علم، فإنه رجل تربية، وقد ألف عدة مؤلفات راعى فيها المستوى العلمي لطلبة العلم.
ألَّف الشيخ الموفق ثلاثة كتب غير المغني هي:(العمدة، والمقنع، والكافي).
راعى الموفق في مؤلفاته أربع طبقات: فصنف (العمدة) للمبتدئين، وقد