للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومع كل هذه المميزات التي تجعل الشرح الكبير أفضل من المغني وأجود، إلا أن الشهرة والانتشار والذكر بقيت للمغني، ولله في خلقه شؤون.

ومن شروح (المقنع) المبدعة كتاب (المبدع في شرح المقنع) لبرهان الدين أبي إسحاق: إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح الدمشقي المتوفى سنة ٨٨٤ هـ.

"وقد سلك المؤلف بهذا الشرح مسلك التحرر، وذكر الأدلة من الكتاب والسنة، مع تخريج موجز للأحاديث، ونقل أقوال العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم، والمفتى به من المذهب، ومختلف روايات مسائل الإمام أحمد، وأقوال علماء المذهب الحنبلي" (١).

وقال صاحب المبدع بعد ثنائه على (المقنع): "فتصديت لأن أشرحه شرحا يبين حقائقه، ويوضح دقائقه، ويذلل من اللفظ صعابه، ويكشف عن وجه المعاني نقابه، أنبه فيه على ترجيح ما أطلق، وتصحيح ما أغلق، واجتهدت في الاختصار خوف الملل والإضجار" (٢).

وعلى الرغم من الاختصار الذي أشار إليه المؤلف إلا أن الطبعة المحققة الفاخرة التي نشرها المكتب الإسلامي لهذا الكتاب بلغت عشرة مجلدات كبار.

ولم يتعرض أبن مفلح في شرحه لمذاهب المخالفين إلا نادرا، فهو أنفع الشروح للمتوسطين، كما يقول ابن بدران (٣).

ويذكر أبن بدران أن من شروح (المقنع)، (الممتع شرح المقنع) لسيف الدين أبي البركات أبن المنجا. قال في خطبته: "أحببت أن أشرح (المقنع) وأبين مراده، وأوضحه، وأذكر دليل كل حكم وأصححه".


(١) المبدع شرح المقنع، (المقلمة): ١/ ٤.
(٢) المبدع: ١/ ١٨.
(٣) المدخل، لابن بدران: ص ٢٢٢.

<<  <   >  >>