للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيه: "جامع لأكثر الأحكام" ولقد صدق وبرّ ونصح" (١).

وهذه الشهادة شهادة قيمة، لأنها من عالم خبر هذا الكتاب، وعرف أسراره، ووقف على دقائقه، فإن كتابه الإنصاف وضعه كالشرح للمقنع.

وأوّل من وضع شرحا على (المقنع) ابن أخي الشيخ الموفق الشيخ عبد الرحمن بن أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي المتوفى سنة ٦٨٢ هـ وهذا الشرح كأنما هو من وضع الشيخ الموفق، فإن الشيخ عبد الرحمن قصد إلى كتاب عمه (المغني)، فأعاد ترتيبه على وفق ترتيب (المغني) وبذلك يكون الشرح الكبير للمقنع هو (المغني) بعد إعادة ترتيبه وفق ترتيب (المقنع)، فكأنما المتن والشرح هما من وضع عالم واحد هو الشيخ الموفق.

وقد صرح الشيخ عبد الرحمن في مقدمة الشرح الكبير (٢) أنه لم يترك من المغني إلا شيئا يسيرا من الأدلة، واستكمل فيه من غيره ما لم يجده فيه من الفروع والوجوه والروايات، ولم يزد عليه في الاستدلال إلا في عزوه الأحاديث التي لم يعزها الشيخ الموفق، يقول الشيخ عبد الرحمن في مقدمة الشرح الكبير: "هذا كتاب جمعته في شرح (كتاب المقنع) تأليف شيخنا الإمام العالم العلامة موفق الدين أبي عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي رضي الله عنه، اعتمدت في جمعه على كتابه المغني، وذكرت فيه من غيره ما لم أجده فيه من الفروع والوجوه والروايات، ولم أترك من المغني إلا شيئا يسيرا من الأدلة، وعزوت من الأحاديث ما لم يعز ما أمكنني عزوه" (٣). وقد طبع الشرح الكبير مع كتاب المغني في كتاب واحد.


(١) الإنصاف، للمرداوي: ١/ ٣.
(٢) اشتهر هذا الكتاب باسم الشرح الكبير، ويذكر الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع في ترجمته لشيخ الموفق أن الشيخ عبد الرحمن سمى هذا الشرح بـ (تسهيل المطلب في شرح المذهب) كما ذكر ذلك تلميذه المرفق ابن عبد القوي في قصيدته الدالية التي نظم بها (المقنع) انظر المبدع: ١/ ١٠، وذكر ابن بدران أن اسم هذا الشرح هو (الشافعي) المدخل: ص ٢٢١.
(٣) المبدع شرح المقنع، (المقدمة): ١/ ٤.

<<  <   >  >>