هى أن الآية القرآنية دليل على إثبات عديد من الحقائق مثل وحدانية الله، وهى حاملة للعبر والمواعظ النافعة، وهى معجزة تؤيد صدق نبوة الرسول صلّى الله عليه وسلم، وتعلن ربانية القرآن الكريم، كما أنها بناء رفيع جدا فى اختيار وتركيب حروف كلماتها، وفى ترتيب الكلمات فى سياقها، وهى مع آيات سورتها لبنة تكوّن بناءها.
[عدد آيات القرآن الكريم:]
اتفق العلماء على أن عدد الآيات القرآنية (٦٢٠٠) ستة آلاف ومائتا آية، واختلفوا فيما زاد على ذلك ما بين أربع، إلى ست وثلاثين آية.
ويجدر التنبيه هنا إلى أن هذا الاختلاف لا يمس حقيقة القرآن فى شىء، حيث إن القرآن المقروء، أو المكتوب واحد عند جميع العلماء فى المشرق والمغرب، فى القديم والحديث، لا ينقص كلمة هنا ولا حرفا هناك، وإنما غاية الأمر أنهم اختلفوا فى عد وتقسيم هذا الكم القرآنى إلى آيات، ومن أسباب ذلك:
- اختلافهم فى اعتبار الحروف الفواتح مثل الم طه يس ق آية، أو جزءا من آية.
- اختلافهم فى اعتبار البسملة آية، أو فاتحة للسورة فحسب.
- اختلافهم فى عد ما وقف عليه النبى صلّى الله عليه وسلم أثناء قراءته للقرآن، وما وصله.
وعلى هذا فالاختلاف بين العلماء فى هذا الشأن إنما هو اختلاف شكلى. والله أعلم.
[ترتيب الآيات القرآنية:]
قال الزرقانى- رحمه الله-: «انعقد إجماع الأمة على أن ترتيب آيات القرآن الكريم على هذا النمط الذى نراه اليوم بالمصاحف كان بتوقيف من النبى صلّى الله عليه وسلم عن الله- سبحانه وتعالى- وأنه لا مجال للرأى والاجتهاد فيه. بل كان جبريل عليه السّلام ينزل بالآيات على رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ويرشده إلى موضع كل آية من سورتها، ثم يقرؤها النبى صلّى الله عليه وسلم على أصحابه- رضى الله عنهم- ويأمر كتاب الوحى بكتابتها معيّنا لهم السورة التى تكون فيها الآية، وموضع الآية من هذه