للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكلمتين كلمة واحدة، فى تفسير قوله تعالى:

وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت: ٦٩] حيث جعلوا من (اللام) و (مع) التى تفيد المعية كلمة واحدة، من اللمعان، فقالوا: إن (لمع) بمعنى أضاء. (١٠٦)

٣ - وما ذكره بعضهم فى تفسير قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السّلام: وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي [البقرة: ٢٦٠] من أن إبراهيم كان له صديق وصفه بأنه قلبه، أى ليسكن هذا الصديق إذا عاين الإحياء. (١٠٧)

ومن الكتب التى اهتمت ببيان هذه البدع والغرائب كتاب «العجائب والغرائب» لمحمود الكرمانى، وكتاب «بدع التفاسير» لعبد الله الغمارى، وخصص لها السيوطى النوع التاسع والسبعين فى إتقانه.

[٢٦ - ضوابط سلامة التفسير:]

لكى يضمن المفسر سلامة تفسيره، عليه أن يراعى الضوابط الآتية:

١ - أن يتجنب ما يأتى:

(أ) التفسير من غير حصول العلوم التى يجوز معها التفسير.

(ب) تفسير المتشابه الذى لا يعلمه إلا الله تعالى.

(ج) التفسير المقرر للمذهب الفاسد، بأن يجعل مذهبه أصلا، وتفسيره فرعا.

(د) التفسير مع الجزم بأن مراد الله كذا، من غير دليل قاطع.

(هـ) التفسير بالهوى والاستحسان. (١٠٨)

٢ - مراعاة سبب النزول، فإن كثيرا من الآيات يتوقف فهمها على معرفته.

٣ - مطابقة التفسير لهدى النبى صلّى الله عليه وسلم وسيرته.

٤ - مراعاة ما هو معروف، من نظام الكون، وسنن الاجتماع، وتاريخ البشرية العام وتاريخ العرب الخاص، ووقت نزول القرآن.

٥ - مراعاة المؤاخاة بين المفردات فى النص القرآنى.

٦ - ملاحظة المعانى المستعملة زمن نزول القرآن الكريم.

٧ - مراعاة المعنى الحقيقى والمعنى المجازى، فقد يكون أحدهما هو المراد دون الآخر، مع ملاحظة أن الأصل هو تقديم المعنى الحقيقى، إلا لقرينة ترجح المعنى المجازى.

٨ - مراعاة سياق الكلام.

٩ - مراعاة الغرض الذى سيق له الكلام.


(١٠٦) انظر التفسير والمفسرون: ٢/ ٤٠٩.
(١٠٧) الإتقان: ٢/ ١٨٦.
(١٠٨) الإتقان: ٢/ ٨٣ نقلا عن ابن النقيب.