هو الوقف على ما لم يتم معناه، وتعلق بما بعده لفظا ومعنى كالوقف على المضاف دون المضاف إليه، أو على المبتدأ دون خبره، أو على الفعل دون فاعله.
ومن أمثلة هذا النوع من الوقف: الوقف على قوله: الْحَمْدُ من قوله: الْحَمْدُ لِلَّهِ، أو على لفظ «بسم» من بِسْمِ اللَّهِ وهكذا كل ما لا يفهم منه معنى، لأنه لا يعلم إلى أى شىء أضيف. فالوقف عليه قبيح لا يجوز تعمده إلا لضرورة كانقطاع نفس أو عطاس أو نحو ذلك. فيوقف عليه للضرورة، ويسمى وقف ضرورة. ثم يرجع ويبتدئ بما قبله ويصل الكلمة بما بعدها، فإن وقف وابتدأ بما بعده اختيارا كان قبيحا. وأقبح القبح الوقف والابتداء الموهمان خلاف المعنى المراد، كالوقف على قوله: إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي، أو على إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي.
وأقبح من هذا وأشنع الوقف على المنفى الذى بعده الإيجاب وفى هذا الإيجاب وصف لله تعالى أو لرسله عليهم الصلاة والسلام، وذلك كالوقف على لا إِلهَ من قوله تعالى:
فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ (سورة محمد آية ١٩)، وكالوقف على لفظ أَرْسَلْناكَ من قوله تعالى: وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ (سورة الأنبياء آية ١٠٧) فكل هذه الوقوف وما ماثلها يجب ألا يوقف على شىء منها لأنه يؤدى إلى نفي الألوهية، وإلى نفى رسالة الرسول صلّى الله عليه وسلم، قال ابن الجزرى:
وبعد تجويدك للحروف ... لا بدّ من معرفة الوقوف
والابتداء وهى تقسم إذن ... ثلاثة تام وكاف وحسن
وهى لما تم فإن لم يوجد ... تعلق أو كان معنى فابتدى
فالتام فالكافى ولفظا فامنعن ... إلا رءوس الآى جوز فالحسن
وغير ما تم قبيح وله ... يوقف مضطرا ويبدأ قبله
[تعريف الابتداء:]
الابتداء فى عرف القراء هو: الشروع فى القراءة بعد قطع أو وقف، فإذا كان بعد القطع فيتقدمه الاستعاذة ثم البسملة إذا كان الابتداء من أوائل السور، وإذا كان من أثنائها فللقارئ التخيير فى الإتيان بالبسملة أو عدم الإتيان بها بعد الاستعاذة.