للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال «الاستعارة ما اكتفى فيها بالاسم المستعار عن الأصل ونقلت العبارة فجعلت فى مكان غيرها، وملاكها تقريب الشبه ومناسبة المستعار له المستعار منه، وامتزاج اللفظ بالمعنى حتى لا يوجد بينهما منافرة، ولا يتبين فى أحدهما إعراض عن الآخر» (٧).

ويلاحظ أن فى هذا التعريف طولا، والتعريفات يستحسن فيها الإيجاز.

وعرفها الرمانى تعريفا مختصرا قال فيه:

«الاستعارة تعليق العبارة على ما وضعت له فى أصل اللغة على جهة النقل للإبانة» (٨).

وجاء الخطيب القزوينى فعرّف الاستعارة فى إيجاز شديد، هو قوله:

«الاستعارة هى ما كانت علاقته تشبيه معناه بما وضع له» (٩).

فالنور- إذا أستعير للحجة البالغة- علاقة المشبه بالمشبه به هى تشبيه معنى النور المستعار للحجة بالمعنى اللغوى الوضعى الذى أراده واضع اللغة، من كلمة «النور» الحسى الذى يرى بالبصر.

وقد لاحظ متأخرو البلاغيين قصورا فى كل التعريفات التى تقدمت؛ وهذا حملهم على وضع تعريف واف للاستعارة فقالوا:

«الاستعارة: هى اللفظ المستعمل فى غير ما وضع له، لعلاقة المشابهة، مع قرينة مانعة، من إرادة المعنى الوضعى» (١٠).

أو «استعمال اللفظ فى غير ما وضع له، لعلاقة المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الوضعى» (١٠).

ويسمون التعريف الأول: التعريف بالمعنى الاسمى والثانى: التعريف بالمعنى المصدرى.

هذا التعريف هو الشائع الآن فى مصنفات البلاغيين المعاصرين، والجارى على ألسنتهم وهو تعريف واف جامع مانع، خال من جميع المؤاخذات، يشتمل على العناصر الفنية للاستعارة، وهى:

* نقل اللفظ المستعار من معناه الوضعى إلى معناه الاستعارى.

* العلاقة بين المعنيين الوضعى والاستعارى.

* القرينة التى تمنع من إرادة المعنى اللغوى الوضعى فقوله تعالى: وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ (١١) فيه استعارة النور للهدى المعنوى الذى جاء به الإسلام فالنور مستعار، والهدى مستعار له. والعلاقة وتسمى «الجامع» هى الكشف والإظهار فى كل من النور والهدى أما القرينة المانعة من إرادة


(٧) الوساطة بين المتنبى وخصومه (٤١).
(٨) النكت فى إعجاز القرآن (٧٩) ضمن ثلاث رسائل فى إعجاز القرآن.
(٩) الإيضاح (٥/ ٣٧) شرح د./ محمد عبد المنعم خفاجى.
(١٠) البلاغة الواضحة (٤. مبحث الاستعارة) حامد عونى.
(١١) الأعراف (١٥٧).