٢٦٧٦ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّارُ جُبَارٌ»
ــ
قَوْلُهُ: (النَّارُ جُبَارٌ) قَالَ الْخَطَّابِيُّ: لَمْ أَزَلْ أَسْمَعُ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ يَقُولُ: غَلِطَ فِيهِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، إِنَّمَا هُوَ الْبِئْرُ جُبَارٌ حَتَّى وَجَدْتُهُ لِأَبِي دَاوُدَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ الصَّنْعَانِيِّ عَنْ مَعْمَرٍ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْحَدِيثَ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَمَنْ قَالَ هُوَ تَصْحِيفُ الْبِئْرِ احْتَجَّ فِي ذَلِكَ بِأَنَّ أَهْلَ الْيَمَنِ يُمِيلُونَ النَّارَ يَكْسِرُونَ النُّونَ مِنْهَا فَسَمِعَهُ بَعْضُهُمْ عَلَى الْإِمَالَةِ فَكَتَبَهُ بِالْبَاءِ، ثُمَّ نَقَلَهُ الرُّوَاةُ مُصَحَّفًا قُلْتُ: وَهَذَا يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ الْبِئْرُ مُصَحَّفًا مِنَ النَّارِ وَيَكُونَ الْأَصْلُ النَّارَ لَا الْبِئْرَ وَهُوَ خِلَافُ الْمَطْلُوبِ فَلْيُتَأَمَّلْ. ثُمَّ قَالَ: وَإِنْ صَحَّ الْحَدِيثُ عَلَى مَا رُوِيَ فَإِنَّهُ مُتَأَوَّلٌ عَلَى النَّارِ يُوقِدُهَا الرَّجُلُ فِي مِلْكِهِ لِحَاجَةٍ لَهُ فِيهَا فَتُطَيِّرُهَا الرِّيحُ فَتُشْعِلُهَا فِي مَالِ غَيْرِهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَمْلِكُ رَدَّهَا فَيَكُونُ هَدْرًا غَيْرَ مَضْمُونٍ عَلَيْهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute