للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[باب التَّوَكُّلِ وَالْيَقِينِ]

٤١٦٤ - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ ابْنِ هُبَيْرَةَ عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا»

ــ

قَوْلُهُ: (حَقَّ تَوَكُّلِهِ) بِأَنْ لَمْ يَخْطُرْ بِبَالِكَ مُدَاخَلَةٌ لِغَيْرِهِ تَعَالَى فِي الرِّزْقِ أَصْلًا وَعَمِلْتُمْ بِمُقْتَضَاهُ (لَرَزَقَكُمْ) كُلَّ يَوْمٍ رِزْقًا جَدِيدًا مِنْ غَيْرِ أَنْ تَحْتَاجُوا إِلَى حِفْظِ الْمَالِ وَلَا يَلْزَمُ مِنْهُ تَرْكَ السَّعْيِ فِي تَحْصِيلِ ذَلِكَ بِالْخُرُوجِ وَالْحَرَكَةِ فَإِنَّ السَّعْيَ مُعْتَادٌ فِي الطَّيْرِ وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْحَدِيثِ بِـ قَوْلِهِ: (تَغْدُو) أَيْ: تَخْرُجُ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ (خِمَاصًا) بِكَسْرٍ جِيَاعًا (وَتَرُوحُ) أَيْ: آخِرَهُ (بِطَانًا) بِكَسْرِ الْبَاءِ، أَيْ: مُمْتَلِئَةَ الْأَجْوَافِ قَالَ السُّيُوطِيُّ: الْخِمَاصُ جَمْعُ خَمِيصٍ وَالْبِطَانُ جَمْعُ بَطِينٍ قُلْنَا هُمَا كَالْكِرَامِ جَمْعُ كَرِيمٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَفِيهِ أَنَّ الْحَاجَةَ فِي الْإِنْسَانِ إِلَى حِفْظِ الْمَالِ، إِنَّمَا جَاءَتْ مِنْ جِهَةِ تَرْكِ حَقِّ التَّوَكُّلِ عَلَى الْجَلِيلِ الْمُتَعَالِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>