للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصبت لضيف الطيف منه حبائلاً ... من النوم لما عز في اليقظة القرب

وما كنت أدري أنه رافض الهوى ... ينفره عن زورتي ذلك النصب

تجمعت الأضداد فيه ولم يكن ... ليجتمع الإيجاب في الشيء والسلب

ففي خده نار وفي الثغر جنة ... وفي لفظه سلم وفي حلظه حرب

وفي قده لين وفي القلب قسوة ... وفي خصره جدب وفي ردفه خصب وقال أيضاً:

إذا نظرت عيني وجوه حبائبي ... فتلك صلاتي في ليالي الرغائب منها:

تبدت لنا عند الصباح طليعة ... من الترك مرد فوق جرد سلاهب

بأيديهم سمر طوال كأنما ... أسنتها تبغي التقاط الكواكب

تثنوا غصوناً في السروج وأطلقوا ... سهام لحاظ من قسي الحواجب

والقوا القنا المران عنهم وقوموا ... قدوداً أعدوها لقرع الكتائب

ولو كشفوا بيض العوارض في الوغى ... لأغنتهم عن سل بيض القواضب

ترى كل عين منهم عين فتنة ... تنادي أسود الحرب: هل من محارب؟

فظلت موالينا أسارى محاسن ... من القوم صرعى لا أسارى المضارب

فما ملك إلا أسير لمالك ... ولا حاجب إلا أسير لحاجب وقال أيضاً:

هل اختط فانآد غصناً وريقا ... غرير (١) حكى الكأس ثغراً وريقا

أم الصدغ لما صفا خده ... تمثل فيه خيالاً دقيقا

رنا فرمى أسهماً وانثنى ... رشيقاً فراح كلانا رشيقا

وأبدع فيه فمالي أرى ... له الخال وهو فريد (١) شقيقا


(١) ر والزركشي: غريراً.
(١) ر والزركشي: غريراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>