للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا أمثل أمير المؤمنين له ... عقل يقسم بين الملك والغزل

فقلت ما جئت بدعاً في الغرام ... أخذت إلا بخط من حلى الرسل

وما يضيع الهوى عقلاً يكون له ... فضلاً إلى الرأس والتدبير للدول وحكي أن محيي الدين ابن الجوزي حضر عنده بعض الصالحين وشكا إليه أمر دين لزمه وعجز عن قضائه، فهم ابن الجوزي أن يقضي دينه، ثم رأى أن يؤثر المستنصر بالله بهذه المثوبة لما يعلم من صلاح الرجل ورغبة المستنصر في الخير، فطالعه بذلك، فبعث إلى ابن الجوزي من المال مقدار دين الرجل، وبعث مع ذلك مائتي دينار وقال: هذه لنفقته لأنه إذ قضى دينه لم يبق له ما ينفقه، وبعث إلى ابن الجوزي خمسمائة دينار وقال: هذه عوض إيثارك لنا بهذه المثوبة، رحمه الله تعالى.

(١) ٥٣٦

[النيري الواسطي]

منصور بن محمد بن علي، أبو نصر الخباز المعروف بالنيري (٢) من أهل واسط؛ كان أمياً لا يحسن الكتابة، وكان له خاطر جيد في النظم. لو أراد أن لا يتكلم في خطابه إلا بالشعر لفعل ذلك، ولم يزل يجتمع بالناس ويهذب شعره إلى أن أجاد النظم، ومات سنة خمسين وأربعمائة؛ فمن شعره رحمه الله تعالى:

ولرب يوم بت أخلف شمسه ... والروض قد نثرت محاسن برده

بمدامة صفراء كلل تاجها ... كف المزاج بلؤلؤ من عقده


(١) الزركشي: ٣٣٤؛ ولم ترد هذه الترجمة في المطبوعة.
(٢) قد تقرأ الكلمة ((النيربي)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>