للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٨٣ - (١)

[أبو الفضل الحوراني]

سليمان بن هلال بن شبل بن فلاح، الشيخ الإمام الفقيه المفتي القدوة الزاهد العابد القاضي الخطيب، صدر الدين أبو الفضل القرشي الجعفري الحوراني الشافعي صاحب النواوي؛ ولد سنة اثنتين وأربعين بقرية بصرى (٢) من السواد (٣) ؛ توفي سنة خمس وعشرين وسبعمائة.

قدم دمشق مراهقاً وحفظ القرآن بمدرسة أبي عمر على الشيخ نصر بن عبيد، ورجع إلى البلاد، ثم قدم بعد سبع سنين وتفقه بالشيخ تاج الدين وبالشيخ محيي الدين، وأتقن الفقه وأعاد بالناصرية، وناب في القضاء لابن صصرى مدة ولم يغير ثوبه القطني ولا عمامته الصغيرة.

وتحكى عنه حكايات في رفقه بالخصوم، يقال إنه كان إذا علم أن الغريم ضعيف يعجز عن أجرة رسول القاضي قام مع الغريم، ومشى إلى بيت الغريم أو حانوته. وكان خيراً متواضعاً، وكان يمشي إلى بعض العدول ليؤدي عنده الشهادة، وولي خطابة العقيبة (٤) واكتفى بها. وعينه الأمير سيف الدين تنكز للاستسقاء بالناس سنة تسع عشرة فسقوا. وكان خطيباً بدارياً يدخل إلى دمشق على بهيم ضعيف. وكان لا يدخل حماماً ولا يتنعم؛ وحدث عن أبي اليسر والمقداد القيسي، وناب عن ابن الشريشي في دار الحديث، وشيع جنازته خلق عظيم، رحمه الله.


(١) الدرر الكامنة ٢: ٢٦٠ وطبقات السبكي ٦: ١٠٦ والدارس ١: ٤٦٥ ومرآة الجنان ٤: ٢٧٤ وذيل العبر: ١٤٢ والشذرات ٦: ٦٧.
(٢) ص: بسرى.
(٣) يعني بالسواد هنا المنطقة القريبة من البلقاء.
(٤) بالعقيبة جامع يسمى جامع التوبة (الدارس ٢: ٤٢٦) وانظر في خبرة ترجمة ابن الزويتينة الرحبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>