للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وألقى على من أنشدها بردة، فأعطيته إياها، وذكر الفقير ذلك وشاع المنام إلى أن اتصل بالصاحب بهاء الدين ابن حنا، فبعث إلي وأخذها وحلف أن لا يسمعها إلا قائماً حافياً مكشوف الرأس، وكان يحب سماعها هو وأهل بيته. ثم إنه بعد ذلك أدرك سعد الدين الفارقي الموقع رمد أشرف منه على العمى فرأى في المنام قائلاً يقول له: اذهب إلى الصاحب وخذ البردة واجعلها على عينيك فتعافى بإذن الله عز وجل، فأتى إلى الصاحب وذكر منامه فقال: ما أعرف عندي من أثر النبي صلى الله عليه وسلم بردة، ثم فكر ساعة وقال: لعل المراد قصيدة البردة التي للبوصيري، يا ياقوت افتح الصندوق الذي فيه الآثار وأخرج القصيدة للبوصيري، وأت بها، فأتى بها، فأخذها سعد الدين ووضعها على عينيه فعوفي، ومن ثم سميت البردة، والله أعلم.

٤٥٧ - (١)

[ابن قتلمش الحاجب]

محمد بن سليمان بن قتلمش، أبو منصور السمرقندي، ولد سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وبرع في الأدب، وولي حجبة (٢) الباب للخليفة. وتوفي سنة عشرين وستمائة، ودفن في الشونيزية.

ومن شعره:

سئمت تكاليف هذي الحياة ... وكر الصباح بها والمساء


(١) الوافي ٣: ١٢٥ والزركشي: ٢٨٠ وابن الشعار ٦: ١٦١ ومعجم الأدباء ١٨: ٢٠٥ وبغية الوعاة: ٤٧ والشذرات ٥: ٩٣.
(٢) الوافي: حجب.

<<  <  ج: ص:  >  >>