للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٨٥ - (١)

[سهل بن هارون]

سهل بن هارون بن راهيون الدستميساني، أبو عمر؛ انتقل إلى البصرة واتصل بخدمة المأمون وتولى خزانة الحكمة له، وكان حكيماً فصيحاً شاعراً، فارسي الأصل شعوبي المذهب شديد التعصب على العرب، وله مصنفات كثيرة تدل على بلاغته وحكمته، مثل كتاب ثعلة وعفرة على مثال كليلة ودمنة، وغير ذلك من الكتب.

وكان نهاية في البخل، وله فيه حكايات، قال دعبل: كنا عنده فأطلنا القعود حتى كاد يموت جوعاً، ثم قال: ويحك يا غلام! غدنا، فأتى بقصعة فيها ديك مطبوخ، فتأمله ثم قال: أين الرأس؟ قال: رميت به، فقال: والله إني لأمقت من يرمي برجليه فكيف برأسه، ولو لم أكره ما صنعت إلا للطيرة والفأل لكرهته، أما علمت أن الرأس رئيس الأعضاء، ومنه يصدح المثل في الصفاء فيقال: شراب كعين الديك، ودماغه عجيب لوجع الكلية، ولم نر (٢) عظماً أهش تحت الأسنان منه، وهل ظننت أني لا آكله أن العيال لا يأكلونه،


(١) الفهرست: ١٢٠ ومعجم الأدباء ١١: ٢٦٦ وسرح العيون: ١٣٢ وله أخبار في البيان والتبيين ومروج الذهب والعقد، وشرح البسامة: ١٥٢؛ وقد نشر الأستاذ عبد القاهر المهيري (حولية الجامعة التونسية، العدد الأول ١٩٦٤) مقتطفات من كتاب منسوب إليه بعنوان ((النمر والثعلب)) هناك دراسات حديثة عنه في أمراء البيان، والفن ومذاهبه في النثر العربي ... الخ، ويميل الدارسون إلى أن يعدوا الرسالة في البخل التي أوردها الجاحظ في البخلاء من إنشاء سهل، وهذا أمر يصعب إثباته.
(٢) ص: ير.

<<  <  ج: ص:  >  >>