عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أمير المؤمنين السفاح، أول خلفاء بني العباس، ولد بالحميمة، مولده سنة ثمان ومائة، وتوفي في سنة ست وثلاثين ومائة بالجدري، وعاش ثمانية وعشرين سنة وبويع له بالكوفة سنة إحدى وثلاثين ومائة، وهو ابن أربع وعشرين سنة، وقد كانت ولايته أربع سنين وثمانية أشهر.
ولما صعد المنبر خطب قائماً، فقال الناس: يا ابن عم رسول الله أحييت السنة، وكانت بنو أمية تخطب قعوداً، ولم يحج في خلافته. وصل عبد الله ابن حسن بن الحسن بألفي ألف درهم، وهو أول خليفة وصل بهذه الجملة، ولما تولى الخلافة وأصعده أبو مسلم المنبر أرتج عليه فقال:
فإن لم أكن فيكم خطيباً فإنني ... بسيفي إذا جد الوغى الخطيب وأخذ سيفه في يده ونزل، فعجب الناس من بلاغته وإصابته المعنى.
وهو أول من نزل العراق من خلفاء بني العباس، بنيت له المدينة الهاشمية إلى جانب الأنبار، وبها قبره، وهي المعروفة الآن الأولى درست. وكان من أكرم الناس في المعاشرة وأسمحهم بالمال، ومن شعره قوله في بني أمية:
تناولت ثأري من أمية عنوةً ... وحزت بثأري اليوم من سلفي قسرا
(١) تراجع أخباره في المصادر التاريخية الكبرى كالطبري والمسعودي واليعقوبي وابن الأثير وابن خلدون وأخبار العباس وولده (بيروت ١٩٧١) وأنساب الأشراف ونبذة من كتاب التأريخ لمؤلف مجهول، (موسكو ١٩٦٠) .