للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأشرق ضوء الصبح وهو جبينها ... وفاحت أزاهير الربى وهي رياها

إذا ما اجتنت من وجهها العين روضة ... أسالت (١) خلال الروض بالدمع أمواها

وإني لأستسقي السحاب لربعها ... وإن لم تكن إلا ضلوعي مأواها

إذا استعرت نار الأسى بين أضلعي ... نضحت على حر الحشا برد ذكراها

وما بي أن يصلى الفؤاد بحرها ... ويضرم لولا أن في القلب سكناها ٢٨٦ (٢)

[الصفي الحلي]

عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم بن أحمد بن نصر بن أبي العز بن سرايا، هو الإمام العلامة البليغ المفوه، الناظم الناثر، شاعر عصرنا على الإطلاق، صفي الدين الطائي السنبسي الحلي، شاعر أصبح به راحج الحلي ناقصاً، وكان سابقاً فعاد على كعبه ناكصا، أجاد القصائد المطولة والمقاطيع، وأتى بما أخجل زهر النجوم في السماء فما قدر زهر الأرض في الربيع، تطربك ألفاظه المصقولة، ومعانيه المعسولة، ومقاصده التي كأنها سهام راشقة وسيوف مسلولة. مولده يوم الجمعة خامس شهر ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وستمائة، دخل إلى مصر في سنة ست وعشرين وسبعمائة، واجتمع بالقاضي علاء الدين ابن الأثير كاتب السر ومدحه، ومدح السلطان الملك الناصر بقصيدة وازى بها قصيدة المتنبي التي أولها:

بأبي الشموس الجانحات غواربا ...


(١) الخريدة: سفحت.
(٢) الدرر الكامنة ٢: ٣٧٩ والنجوم الزاهرة ١٠: ١٣٨ والزركشي: ١٧٨ وبدائع الزهور ١: ١٧٣، ٢١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>