للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عهدي به في درب صالح ببغداد سنة اثنتين وتسعين (١) وخمسمائة؛ ومن شعره:

قمر أقام قيامتي بقوامه ... لم لا يجود لمهجتي بذمامه

ملكته كبدي فأتلف مهجتي ... بجمال بهجته وحسن كلامه

وبمبسم عذبٍ كأن رضابه ... شهد مذاب (٢) في عبير مدامه

وبناظر غنجٍ وطرفٍ أحورٍ ... يصمي القلوب إذا رنا بسهامه

وكأن خط عذاره في حسنه ... شمس تجلت وهي تحت لثامه

فالصبح يسفر من ضياء جبينه ... والليل يقبل من أثيث ظلامه

والظبي ليس لحاظه كلحاظه ... والغصن ليس قوامه كقوامه

قمر كأن الحسن يعشق بعضه ... بعضاً فساعده على قسامه

فالحسن عن تلقائه وورائه ... ويمينه وشماله وأمامه

ويكاد من ترفٍ لدقة خصره ... ينقد بالأرداف عند قيامه ١٦٨ (٣)

[الناجم الشاعر]

سعيد بن الحسن بن شداد المسمعي، أبو عثمان المعروف بالناجم؛ كان يصحب ابن الرومي ويروي أكثر شعره وله معه أخبار، وكان أديباً فاضلاً شاعراً روى عنه أبو علي الحسن بن محمد بن الأعرابي وأبو بكر محمد بن يحيى الصولي؛ وتوفي سنة أربع عشرة وثلثمائة.


(١) الخريدة: اثنتين وستين.
(٢) ص: شهداً مذاقاً.
(٣) الزركشي: ١٢٣ ومعجم الأدباء ١١: ١٩٣ باسم ((سعد)) ؛ وقد خلط البكري (السمط: ٥٢٥) بين هذا الناجم صديق ابن الرومي وبين الناجم المصري (المحمدون من الشعراء: ٣٥٣) واسمه محمد بن سعيد المصري.

<<  <  ج: ص:  >  >>