للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خارجاً عن ما كان يعطي من يده.

وكان لا يأكل من هذا المال ولا يشرب، بل النصارى يتصدقون عليه بمؤنته، فلما كان سنة ست وستين وستمائة أحضره الملك الظاهر بيبرس، وطلب منه المال أن يحضره أو يعرفه من أين وصل إليه، فجعل يغالطه ويدافعه ولا يفصح له عن شي، فعذبه حتى مات ولم يقر بشي، وأخرج من قلعة الجبل ورمي ظاهرها على باب القرافة، وكانت قد وصلت إلى الظاهر فتاوى فقهاء إسكندرية بقتله، وعللوا ذلك بخوف الفتنة من ضعفاء النفوس من المسلمين.

٨٧ - (١)

[الملك الظاهر]

بيبرس بن عبد الله، السلطان الأعظم الملك الظاهر ركن الدين أبو الفتح الصالحي؛ قال عز الدين محمد بن علي بن إبراهيم بن شداد: أخبرني الأمير بدر الدين بيبرس أن مولد الملك السلطان الظاهر بأرض القبجاق سنة خمس وعشرين وستمائة تقريباً، وكانت الغيارة قد أغارت على القبجاق فأسروا جماعة، وكنت أنا والظاهر فيمن أسر، فبيع فيمن بيع وحمل إلى سيواس، فاجتمعت به في سيواس، ثم افترقنا (٢) ، واجتمعت به في حلب بخان ابن قليج ثم افترقنا، وحمل إلى القاهرة، فشراه الأمير علاء الدين ايدكين البندقدار وبقي عنده، فلما قبض عليه الملك


(١) الوافي والزركشي: ٨١ والنجوم الزاهرة ٧: ٩٤ وحسن المحاضرة ٢: ٩٥ وبدائع الزهور ١؛ ٩٨، ١١٢ وتاريخ ابن الوردي ٢: ٢٢٣ والدارس ١: ٣٩٤ والسلوك ١: ٤٣٦ - ٦٤١ وتاريخ أبي الفدا ٣: ٢٠٧ وعقد الجمان للعيني وعيون التواريخ لابن شاكر وسيرة الملك الظاهر لابن شداد (مخطوط سليمية رقم ٢٣٠٦) والبداية والنهاية ١٣: ٢٧٤؛ وليس من اليسير حصر مصادر أخباره.
(٢) ص: افترقا.

<<  <  ج: ص:  >  >>