للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان فحل بني العباس، وكان بليغاً فصيحاً، ولما مات خلف في بيوت الأموال تسعمائة ألف ألف دينار وخمسين ألف ألف درهم. وقال (١) : رأيت كأني في الحرم ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة، وبابها مفتوح. فنادى منادٍ: أين عبد الله؟ فقام أخي أبو العباس السفاح حتى صار على الدرجة فأدخل، فما لبث أن أخرج ومعه لواء أسود على قفاه قدر أربعة أذرع. ثم نودي أين عبد الله؟ فقمت إلى الدرجة، فصعدت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وبلال، فعقد لي وأوصاني بأمته وعممني بعمامته وكان كورها ثلاثة وعشرين، وقال: خذها إليك أبا الخلفاء إلى يوم القيامة.

وعاش أربعاً وستين سنة، وتوفي ببئر ميمون من أرض الحرم، وكان يقول حين دخل في الثلاث وستين: هذه تسميها العرب القاتلة والحاصدة. وكان نقش خاتمه الحمد لله.

ومن شعره قوله لما قتل أبا مسلم الخرساني:

زعمت أن الدين لا يقتضى ... فاكتل بما كلت أبا مجرم

واشرب كؤوساً كنت تسقي بها ... أمر في الحلق من العلقم

حتى متى تضمر بغضاً لنا ... وأنت في الناس بنا تنتمي ٢٣٠ (٢)

[الاحوص]

عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم الأنصاري أبو محمد، المعروف


(١) قارن بما في تاريخ الخلفاء: ٢٨٣ - ٢٨٤.
(٢) الأغاني ٤: ٢٢٨، ٦: ٢٤٠، ١٥: ٢٣٤، ٢١: ١٠٨ وشرح شواهد المغني: ٢٦٠ والمؤتلف والمختلف: ٤٨ وطبقات ابن سلام: ٥٣٤ والسمط: ٧٣ والشعر والشعراء: ٤٢٤ والخزانة ١: ٢٣١. وقد سقط أول هذه الترجمة لضياع أوراق من ص، واستدركت ما به يتم المعنى؛ ولم ترد هذه الترجمة في المطبوعة؛ وقد جمع شعر الأحوص مرتين: مرة بعناية الدكتور إبراهيم السامرائي (النجف ١٩٦٩) ومرة بعناية عادل سليمان جمال (القاهرة: ١٩٧٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>