بالأحوص، لحوص كان في عينيه، كان جده عاصم يقال له حمي الدبر، وأمه أثيلة بنت عمير بن مخشي، عده ابن سلام في الطبقة السادسة من شعراء الإسلام مع ابن قيس الرقيات ونصيب وجميل، قال صاحب الأغاني: والأحوص لولا ما وضع به نفسه من دنيء الأخلاق والأفعال أشد تقدماً منهم عند جماعة أهل الحجاز وأكثر الرواة؛ قدم دمشق في خلافة يزيد بن عبد الملك ومات فيها سنة خمس ومائة.
وكان الأحوص ينسب بنساء ذوات أخطار من أهل المدينة ويتغنى في شعره معبد ومالك ويشيع ذلك في الناس فنهي فلم ينته، فشكي إلى عامل سليمان ابن عبد الملك على المدينة، فكتب فيه العامل إلى الخليفة فأمره بضربه مائة سوط وأن يصيره إلى دهلك. ثم ولي عمر بن عبد العزيز فأتاه رجال من الأنصار فكلموه فيه وسألوه أن يقدمه، فقال لهم عمر: فمن الذي يقول:
فما هو إلا أن أراها فجاءةً ... فأبهت حتى ما أكاد أجيب قالوا: الأحوص؛ قال فمن الذي يقول:
أدور ولولا أن أرى أم جعفر ... بأبياتكم ما درت حيث أدور
وما كنت زواراً ولكن ذا الهوى ... إذا لم يزر لا بد أن سيزور قالوا: الأحوص. قال: فمن الذي يقول:
كأن لبني صبير غادية ... أو دمية زينت بها البيع
الله بيني وبين قيمها ... يفر مني بها وأتبع قالوا: الأحوص؛ قال: بل الله بينه وبين قيمها، فمن الذي يقول: