وقدم عليه موسى بن نصير من ناحية المغرب. ومسلمة بن عبد الملك، فبينا هو على ذلك إذ جاءه الخبر أن الروم خرجت على ساحل حمص فسبت امرأة وجماعةً، فغضب سليمان وقال: والله لأغزونهم غزوة أفتح بها القسطنطينية أو أموت دون ذلك، فأغزى جماعة أهل الشام والجزيرة والموصل في البر في نحو مائة وعشرين ألفاً، وأغزى أهل مصر وإفريقية في البحر في ألف مركب، وعلى جماعة الناس مسلمة بن عبد الملك، وأغزى داود بن سليمان في جماعة من أهل بيته، وقدم سليمان من القدس إلى دمشق، ومضى حتى نزل مرج دابق، فأمضى البعث وأقام بالمرج.
قال عبد الغني: وسمي سليمان بن عبد الملك مفتاح الخير لأنه استخلف عمر بن عبد العزيز.
وقال ابن سيرين: رحم الله سليمان بن عبد الملك، افتتح خلافته بخير وختمها بخير، افتتح خلافته بإحياء الصلاة لمواقيتها، وختمها بأن استخلف عمر بن عبد العزيز، رحمهما الله تعالى.
١٧٧ - (١)
[سليمان بن علي الهاشمي]
سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي، أحد أعمام السفاح والمنصور حدث عن أبيه وعكرمة، وولي الموسم في خلافة السفاح وولي البصرة له وللمنصور، ولد سنة اثنين وثمانين، وتوفي سنة اثنين وأربعين ومائة. وكان سليمان كريماً جواداً، مر برجل يسأل قد تحمل عشر ديات، فحملها عنه، وكان يعتق في
(١) صفحات متفرقة من تاريخ الطبري وأخبار الدولة العباسية وتهذيب ابن عساكر ٦: ٢٨١ وتهذيب التهذيب ٤: ٢١١.