ولشعراء عصره فيه أمداح طنانة مليحة إلى الغاية، فممن امتدحه ابن الساعاتي وابن سناء الملك وابن نفادة وابن نبيه وابن عنين وغيرهم، والأمداح موجودة في دواوينهم.
٢٢٥ - (١)
[تقي الدين السروجي]
عبد الله بن علي بن منجد بن ماجد بن بركات، الشيخ تقي الدين السروجي قال الشيخ أثير الدين أبو حيان: كان رجلاً خيراً عفيفاً تالياً للقرآن، عنده حظ جيد من النحو واللغة والآداب، متقللاً من الدنيا، يغلب عليه حب الجمال مع العفة التامة والصيانة، نظم كثيراً وغنى بشعره المغنيون، وكان يكرر على المفصل والمتنبي والمقامات، ويستحضر حظاً كثيراً من صحاح الجوهري، وكان مأمون الصحبة طاهر اللسان، يتفقد أصحابه، لا يكاد يظهر إلا يوم الجمعة، وكان يكره أن يخبر أحد باسمه، لأنه كان يقول: لي مع الأصحاب ثلاث رتب: أول ما اجتمع بهم يقولون: جاء التقي راح التقي صبرت عليهم، وعلمت أنهم قد أخذوا في الملل، فإذا قالوا: جاء السروجي راح السروجي، فذلك آخر عهدي بهم.
وقال الشيخ شهاب الدين محمود: كان يكره مكان تكون فيه امرأة، ومن دعاه قال: شرطي معروف أن لا تحضر امرأة، وكنا يوم في دعوة فأحضر شوا، فأدخل إلى النسا يقطعوه ويجعلوه في الصحون فلم يأكل منه،
(١) الزركشي: ١٥٠ وتشترك النسخة ر مع النسخة ص في جانب يسير من هذه الترجمة؛ وقد حافظة على النص كما ورد لأنه يمثل لهجة العصر حينئذ.