للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأهيفٍ ناولني خاتماً ... فخلته ناولني فاه

كأنما الفصّ ولوزاتهم ... لسانه بين ثناياه

وفضل فيه أنه خاتم ... من فضةٍ صيّاغه الله ١٢٢ (١)

[بدر الدين ابن هود]

الحسن بن علي بن عضد الدولة أبي الحسن، أخي المتوكل على الله ملك الأندلس ابن يوسف بن هود الجذامي.

قال الشيخ أثير الدين: رأيته بمكة وجالسته، وكان يظهر منه الحضور مع من يكلمه، ثم لا تظهر الغيبة منه، وكان يلبس نوعاً من الثياب مما لم يعهد لبس مثله بهذي البلاد، وكان يذكر أنه يعرف شيئاً (٢) من علوم الأوائل، وكان له شعر منه:

خضت الدجنّة حتى لاح لي قبس ... وبان بان الحمي من ذلك القبس

فقلت للقوم هذا الربع ربعهم ... وقلت للسمع لا تخلو من الحرس

وقلت للعين غضّي عن محاسنه ... وقلت للنطق هذا موضع الخرس وقال الشيخ شمس الدين: هو الشيخ الزاهد الكبير أبو علي بن هود، المرسي، أحد الكبار في التصوف على طريقة الوحدة؛ مولده سنة ثلاث وثلاثين وستمائة بمرسية، وكان أبوه نائب السلطنة بها، حصل له زهد مفرط وفراغ عن الدنيا، وسكرة عن ذاته وغفلة عن نفسه، فسافر وترك الحشمة، وصحب ابن سبعين واشتغل بالطب والحكمة وزهديات الصوفية (٣) ، وخلط هذا بهذا، وحج


(١) الوافي والزركشي: ٩٧ والشذرات ٥: ٤٤٦ (وفيات سنة ٦٩٩) وكذلك عبر الذهبي ٥: ٣٩٧: حسن بن علي بن يوسف بن هود.
(٢) ص: شيء.
(٣) ص: الصوفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>