للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى الممات، وقرر لهم: من رعف وهو يأكل قتل كائناً من كان، وقرر لهم أن كل من لم يمض حكم اليسق ولم يعمل به قتل أيضاً، وأراد أن يذهب الكبار الذين فيهم لعلمه أنه يداخلهم الحسد له ويستصغرونه، فتركهم يوماً وهم على سماطه ورعف نفسه، فلم يجسر أحد أن يمضي فيه حكمه لمهابته وجبروته، فتركوه ولم يطالبوه بما قرره وهابوه في ذلك، فتركهم أياماً وجمعهم وقال: لأي شيء ما أمضيتم حكم اليسق فيّ وقد رعفت وأنا آكل بينكم؟ فقالوا: لم نجسر على ذلك، فقال: لم تعملوا باليسق ولا أمضيتم أمره، وقد وجب قتلكم، فقتل أكابرهم واستراح منهم.

والترك يزعمون أنه ولد الشمس، لأن في صحاريهم أماكن فيها غاب، وذلك الغاب لا يقربه أحد من الذكران، وأن أمة أعتقت فرجها وراحت إلى ذلك الغاب وغابت فيه مدة وأتتهم وقالت: هذا من الشمس؛ لأن الشمس دخلت في فرجي في بعض الأيام وأنا أغتسل، فحملت بهذا، ويقال إنه كان حداداً، والله أعلم.

١١٠ - (١)

[جوبان القواس]

جوبان بن مسعود بن سعد الله، أمين الدولة الدنيسري القواس التوزي؛ كان من أذكياء العالم، وكان له النظم الجيد، وقال شمس الدين الجزري: اسمه رمضان وجوبان، ولم يكن يعرف الخط ولا النحو، وكانت كتابته من جهة التتويز (٢) في غاية القوة بحيث إنه استعار من القاضي عماد الدين ابن الشيرازي درجاً


(١) الوافي والزركشي: ٨٦.
(٢) التتويز: تغطية القوس بلحاء شجر التوز، وهو لحاء رقيق كورقة البردي يستعمل لتزيين القوس أو جعلها أشد ملاسة، ويبدو من قول المؤلف هنا أن الكتابة على هذا النوع من اللحاء كانت ممكنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>