كتاب فوات الوفيات

حرف الجيم - المقتدر بالله - ج: 1 - ص: 284

الوفق الذي كان بيننا، فوثب وهو يبكي، وانصرف وقد انهار الليل، فلم نزل في ذكره بقية ليلتنا إلى الصباح، رحمه الله تعالى وعفا عنه.

٩٨ - (١)

[المقتدر بالله]

جعفر بن محمد، أبو الفضل المقتدر بالله أمير المؤمنين ابن المعتضد ابن العباس ابن أبي أحمد طلحة بن المتوكل؛ بويع بعد أخيه المكتفي بالله سنة خمس وتسعين ومائتين، وعمره ثلاث (٢) عشرة سنة، ولم يل (٣) أمر الأمة قبله أصغر منه، ولهذا انخرم النظام في أيامه، وجرت تلك العظائم، وخلع في أول خلافته، وبويع عبد الله بن المعتز، فلم يتم الأمر، وقتل ابن المعتز وأعيد المقتدر إلى الخلافة، ثم خلع في سنة سبع عشرة (٤) ، وكتب خطه لهم بالخلع نفسه، وبايعوا أخاه القاهر بالله محمداً، ثم أعيد بعد ثلاثة أيام وجددت له البيعة. وكان ربعة جميل الوجه أبيض مشرباً بحمرة، قد عاجله الشيب بعارضيه، وكان له يوم قتل ثمان وثلاثون سنة.

قال المحسن التنوخي: كان جيد العقل صحيح الذهن، ولكنه كان مؤثراً للشهوات؛ لقد سمعت أبا الحسن علي بن عيسى يقول: ما هو إلا أن يترك هذا

---

(١) انظر تاريخ الطبري والكامل لابن الأثير ومروج الذهب للمسعودي وتاريخ اليعقوبي والوافي، والمنتظم ٦: ٢٤٣ والروحي: ٦٠ والفخري: ٢٣٣ وتاريخ الخلفاء: ٤٠٨ والنجوم الزاهرة ٣: ٢٣٣ وتاريخ الخميس ٢: ٣٤٥ وتاريخ بغداد ٧: ٢١٣؛ ولم ترد الترجمة في المطبوعة.
(٢) ص: ثلاثة.
(٣) ص: يلي.
(٤) ص: سبعة عشر.