للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن الملوك إذا تخاذل بعضها ... عن بعضها ففعالها أفعى لها

ذكري مصيبات الملوك تعللاً ... إذ كان حالك في المصية حالها

إني لأجتنب المراثي طامعاً ... ببقاء نفسك بالغاً آمالها ٥٩٦ (١)

[فخر الدين ابن الشيخ]

يوسف بن محمد بن عمر بن علي بن محمد بن حموية، الأمير فخر الدين ابن صدر الدين شيخ الشيوخ الحموي الجويني؛ كان أميراً كبير عالي الهمة فاضلاً متأدباً سمحاً جواداً محبوباً إلى الخاص والعام، خليقاً بالملك لما فيه من الأوصاف الجميلة، تعلوه الهيبة والوقار. وكانت أمه ابنة المطهر ابن أبي عصرون قد أرضعت الملك الكامل، فكانوا أولادها الأربعة أخوة الملك الكامل من الرضاعة، وكان يحبهم ويعظمهم، ولم يكن عنده أحد في رتبة الأمير فخر الدين، لا يطوي عنه سراً ويثق به ويعتمد عليه في سائر أموره، ونال الأمير فخر الدين وإخوته من السعادة ما لا ناله غيرهم. ولما ملك الملك الصالح البلاد، أعرض عن الأمير فخر الدين واطرحه ثم اعتقله ثم أفرج عنه وأمره بلزوم بيته. ثم إنه ألجأته الضرورة إلى ندبه للمهمات لما لم يجد من يقوم مقامه، فجهزه إلى بلاد الملك الناصر داوود، فأخذها ولم يترك بيده سوى الكرك، ثم جهزه لحصار حمص، ثم ندبه لقتال الفرنج، فاستشهد.


(١) الزركشي: ٣٥٦ وطبقات السبكي ٥: ١٥٢ والسلوك (ج؟: ١ في عدة مواضع) ودول الإسلام ٢: ١١٦ والشذرات ٥: ٢٣٨ وعبر الذهبي ٥: ١٩٤ والنجوم الزاهرة ٦: ٣٦٣ والبداية والنهاية ١٣: ١٧٨؛ ولم ترد هذه الترجمة في المطبوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>