للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٥ - (١)

[أبو جلنك الشاعر]

أحمد بن أبي بكر شهاب الدين أبو جلنك الحلبي الشاعر المشهور بالعشرة والنوادر؛ كان فيه همة وشجاعة، نزل من قلعة حلب للإغارة على التتار، فوقع في فرسه سهم، فوقع وبقي راجلاً، فأسروه وأحضر بين يدي مقدم التتار، فسأله عن عسكر المسلمين، فكثرهم وعظم شأنهم، فضرب عنقه سنة سبعمائة (٢) :

يقال: إنه دخل الموصل وقصد الطهارة، وعلى بابها خادم، وعنده أكيال، وهو مرصد لمن يدخل يناوله كيل ماء للاستنجاء، فدخل أبو جلنك على عادة البلاد، ولم يعلم بالأكيال، فصاح به ذلك الخادم، وقال: قف خذ الكيل، فقال: أنا أخرا جزاف (٣) ، فبلغت الحكاية صاحب الموصل، فقال: هذا مطبوع، فطلبه ونادمه.

قال القاضي جمال الدين ابن ريان: لازمنا مدة، فكان ينتبه نصف الليل فيكرر علي محافيظه، منها مختصر ابن الحاجب ثم يشبب ويزمزم، فإذا أصبح توضأ وصلى الصبح. من شعره لغز في مسعود:

اسم الذي أهواه في حروفه ... مسألة في طيّها مسائل

خمساه فعلٌ وهو في تصحيفه ... مبيّنٌ والعكس سمّ قاتل

تضيء بعد العصر إن جئت به ... مكرراً من عكسك المنازل


(١) الزركشي ١: ٢٥ والمنهل الصافي ١: ٢٠٦ والوافي ٦: ٢٧١ وأعيان العصر: ٥٠ والنجوم الزاهرة ٨: ١٩٤.
(٢) أحمد.... سبعمائة: لم يرد في المطبوعة.
(٣) كذا في ص.

<<  <  ج: ص:  >  >>