عبد القادر بن أبي صالح بن جنكي دوست، ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما، الشيخ أبو محمد الجيلي الحنبلي المشهور الزاهد، صاحب المقامات والكرامات وشيخ الحنابلة، رحمه الله تعالى؛ قدم بغداد، وتفقه على القاضي أبي سعد، وسمع الحديث، وكان يأكل من عمل يده، وتكلم في الوعظ وظهر له صيت، وكان له سمت وصمت.
قال الشيخ شمس الدين: ولد بجيلان سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، وتوفي سنة إحدى وستين وخمسمائة؛ وقدم بغداد شاباً، وتفقه على أبي سعد المخرمي، وسمع من أبي بكر أحمد بن المظفر بن سوسن ومن غيره، وروى عنه أبو سعد السمعاني وعمر بن علي القرشي وولداه عبد الرزاق وموسى والحافظ عبد الغني والشيخ الموفق ويحيى بن سعد الله التكريتي وغيرهم. وكان إمام زمانه وقطب عصره وشيخ شيوخ الوقت بلا مدافعة.
قال أبو الحسين اليونيني: سمعت الشيخ عز الدين بن عبد السلام يقول: ما نقلت إلينا كرامات أحد بالتواتر، إلا الشيخ عبد القادر.
وكان الشيخ عبد القادر قد لازم الأدب على أبي زكريا التبريزي، واشتغل
(١) المنظم ١٠: ٢١٩ ومرآة الزمان: ٢٦٤ والنجوم الزاهرة ٥: ٢٧١ والشذرات ٤: ١٩٨ وعبر الذهبي ٤: ١٧٥ وتاريخ ابن الأثير ١١: ٣٢٣ وطبقات الشعراني ١: ١٠٨ وذيل طبقات الحنابلة ١: ٢٩٠ ونسبه عنده ((عبد القادر بن أبي صالح بن عبد الله بن جمكي دوست بن أبي عبد الله بن عبد الله الجيلي)) وقال ابن رجب: ((قد جمع المقرئ أبو الحسن الشطنوفي المصري في أخبار الشيخ عبد القادر ومناقبه ثلاث مجلدات وكتب فيها الطم والرم)) . وأورد مؤلف الأعلام نسبه على النحو التالي ((عبد القادر بن موسى بن عبد الله بن جنكي دوست)) .