للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو تطلّبت سلواناً لزدت هوىً ... وقد تزيد رسوباً نهضة الوحل

عفت رسومي فعج نحوي لتندبني ... فالجسم (١) غبّ زيال الحب كالطل

صحوت من قهوة تنفى الهموم بها ... لكنّني ثملٌ (٢) من طرفه الثمل

أصبّر النفس عنه وهي قائلةٌ ... ما لي بعاديةٍ الأشواق من قبل

كم ميتةٍ وحياةٍ ذقت طعمهما ... مذ ذقت طعم النوى لليأس والأمل

والنفس إن خاطرت في غمرة وألت ... منها وإن خاطرت في الوجد لم تئل

لها دروعٌ تقيها من سهام يدٍ ... فهل دروعٌ تقيها أسهم المقل

فانظر إليه تر (٣) الأقمار في قمر ... وانظر إليّ تر العشّاق في رجل

بأيّ أمرٍ سأنجو من هوى رشأ ... في جفنه سحر هاروت وسيف علي

إذا رمى لحظه بالسّحر قال له ... قلبي: أعد لا رماك الله بالشلل

إن خفت روعة هجران الحبيب فقد ... أمنت في حبّه من روعة العذل ٦٩ (٤)

[ابن عز القضاة]

إسماعيل بن علي بن محمد بن عبد الواحد بن أبي اليمن، فخر الدين المعروف بابن عز القضاة؛ كان في أول أمره كاتباً أديباً خدم في جهات كبار، وله دخول على الملك الناصر صاحب حلب مع الشعراء وأهل حضرته، فلما أن جفل الناس


(١) الخريدة: فالصب.
(٢) ص: ثملا.
(٣) ص: ترى.
(٤) الزركشي: ٧١ وعبر الذهبي ٥: ٣٦١ والشذرات ٥: ٤٨٠ والوافي (ج؟: ٩) ؛ وقد سقط من المطبوعة معظم هذه الترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>