شافع بن علي بن عباس بن إسماعيل بن عساكر الكناني العسقلاني المصري، سبط القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر، الإمام الأديب ناصر الدين؛ ولد سنة تسع وأربعين وستمائة، وتوفي سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة.
كان يباشر الإنشاء بمصر زماناً إلى أن أضر، لأنه أصابه سهم في نوبة حمص الكبرى سنة ثمانين وستمائة في صدغه، فعمي وبقي ملازم بيته إلى أن توفي، رحمه الله.
روى عن الشيخ جمال الدين بن مالك وغيره، وروى عنه الشيخ أثير الدين أبو حيان والشيخ علم الدين البرزالي وغيره من الطلبة، وله النظم الكثير والنثر الكثير، وكتب االمنسوب، وكان جماعة للكتب، خلف ثمانية عشر خزانة مملوءة كتباً نفيسة أدبية، وكانت زوجته تعرف ثمن كل كتاب، وبقيت تبيع منها إلى سنة تسع وثلاثين وسبعمائة. وكان إذا لمس الكتاب وجسه قال: هذا الكتاب الفلاني وملكته في الوقت الفلاني، وكان إذا أراد أي مجلد كان قام إلى خزانته، وتناوله كأنه الآن وضعه بيده.
ومن شعره:
قال لي من رأى صباح مشيبي ... عن شمالي من لمتي ويميني
(١) الزركشي: ١٣٠ والدرر الكامنة ٢: ٢٨١ ونكت الهميان: ١٦٣ والسلوك ٢: ٣٢٧ والنجوم الزاهرة ٩: ٢٨٥ وحسن المحاضرة ١: ٥٧١ وبحث لمصطفى جواد في مجلة المجمع العلمي العراقي ٢: ١١٦ - ١٢٥؛ وقد أبقيت في هذه الترجمة كل ما هو مخالف للأعراب على حاله إلا أن يكون في الشعر.