وكان قد ولي نظر البيمارستان المنصوري، فكان إذا دخل إليه تصدق بعشرة آلاف درهم.
وقيل شرب مرة دواء، فجمع كل ورد في القاهرة وحمل إلى داره، وبسط إلى كراسي بيت الماء، وداس الناس ما داسوه وأخذ ما فضل فأباعه الغلمان بثلاثة آلاف درهم.
وكان وقوراً عاقلاً ذا هيبة، جزل الرأي بعيد الغور، عمر بالزربية جامعاً وميضأة، وعمر في طرق الرمل البيارات، وأصلح الطرق، وعمر جامع القبيبات والقابون، ووقف عليهما؛ ثم انحرف عليه السلطان ونكبه، وأقام في بيت الأمير سيف الدين أرغون النايب ثلاثة أيام، وكان الأمير سيف الدين قجليس يروح إليه ويجي في الرسائل عن السلطان، ثم رسم بنزوله إلى القرافة، ثم أخرج إلى الشوبك ثم إلى القدس، ثم طلب إلى مصر وجهز إلى أسوان، وبعد قليل أصبح مشنوقاً بعمامته.
وكان يحترم العلماء، وسمع البخاري، وقيل إنه لما أحس بقتله صلى ركعتين وقال: هاتوا، عشنا سعدا، ومتنا شهدا.
وكان الناس يقولون: ما عمل أحد ما عمل السلطان مع كريم الدين، أعطاه الدنيا والآخرة، رحمه الله تعالى؛ وكانت واقعته سنة أربع وعشرين وسبعمائة.
٢٩٩ - (١)
[صدر الدين الخجندي]
عبد اللطيف بن محمد بن عبد اللطيف بن ثابت بن الحسن الخجندي، أبو القاسم صدر الدين؛ كان يتولى الرياسة بأصبهان على قاعدة أجداده، وكانت له المكانة