للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٥ - (١)

[أسماء بن خارجة]

أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة الفزاري؛ أحد الأجواد من الطبقة الأولى من التابعين من الكوفة، كان قد ساد الناس بمكارم الأخلاق.

حكى ابن عساكر قال: أتى الأخطل الشاعر إلى عبد الملك بن مروان في حمالات (٢) تحملها عن قومه، فأبى أن يعطيه شيئاً، فسألها بشر بن مروان أخا عبد الملك فقال كما قال عبد الملك، فأتى أسماء بن خارجة، فتحملها عنه جميعاً، فقال:

إذا ما مات خارجة بن حصنٍ ... فلا مطرت على الأرض السماء

ولا رجع البشير بغنم جيشٍ ... ولا حملت على الطّهر النساء

فيومٌ منك خير من رجال ... كثير حولهم نعمٌ وشاء

فبورك في بنيك وفي بنيهم ... وإن كثروا، ونحن لك الفداء وبلغ الشعر عبد الملك فقال: عرض بنا الخبيث في شعره.

وحكى أبو اليقظان قال: دخل أسماء بن خارجة على عبد الملك بن مروان فقال له: بم سدت الناس؟ فقال: هو من غيري أحسن، فقال له: بلغني عنك خصال شريفة، وأنا أعزم عليك إلا ذكرت بعضها، فقال: أما إذ عزمت علي فنعم، فقال عبد الملك: هذه أولها، فقال أسماء: ما سألني أحد حاجة إلا ورأيت له الفضل علي، ولا دعوت أحداً (٣) إلى طعام إلا ورأيت له المنة علي، ولا جلس إلي رجل إلا ورأيت له الفضل علي، ولا قصدني أحد في حاجة


(١) تاريخ الإسلام للذهبي ٢: ٣٧٢ والنجوم الزاهرة ١: ١٧٩ والكامل لابن الأثير (حوادث سنة ٦٦) وتهذيب ابن عساكر ٣: ٤١ (وكتب خطأ: إسماعيل) .
(٢) ص: حملات.
(٣) ص: أحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>