ما ترى الركب قد تمايل سكراً ... وأمالوا مناكباً لجنوب
لست أبكي على فوات نصيبٍ ... من عطايا دهري وأنت نصيبي
وصديقي إن عاد فيك عدوي ... لا أبالي ما دمت لي يا حبيبي وقال أيضاً:
لا غرو إن سلبت بك الألباب ... وبديع حسنك ما عليه حجاب
يا من يلذ على هواه تهتكي ... شغفاً ويعذب لي عليه عذاب
حسبي افتخاراً في هواك بأن لي ... نسباً له تسمو به الأنساب
أحبابنا وكفى عبيد هواكم ... شرفاً بأنكم له أحباب
يا سعد مل بالعيس حلة منزلٍ ... أضحى لعزة ساكنيه يهاب
ربع تود به الخدود إذا مشت ... فيه سليمى أنها أعتاب
كم في الخيام أهلة هالاتها ... تبدو لعينك برقع ونقاب
وشموس حسن أشرقت أنوارها ... أفلاكهن مضارب وقباب
شنوا على العشاق غارات الهوى ... فإذا القلوب لديهم أسلاب
من كل هيفاء القوام إذا انثنت ... هز الغصون بقدها الإعجاب
تهب الغرام لمهجتي في أسرها ... فجمالها الوهاب والنهاب
وغدت تجر على الكثيب برودها ... فإذا العبير لدى ثراه تراب وقال أيضاً:
طرفي على سنة الكرى لا يطرف ... وبخيلة بخيالها لا تسعف
وأضالعي ما تنطفي زفراتها ... إلا وتذكيها الدموع الذرف
شمت الحسود لأن ضنيت وما درى ... أني بأثواب الضنى أتشرف
يا غائبين وما ألذ نداهم ... وحياتكم قسمي وعز المصحف
إن بشر الحادي بيوم قدومكم ... ووهبته روحي فما أنا منصف
قد ضاع في الآفاق نشر خيامكم ... وأرى النسيم بعرفها يتعرف