للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يروق لي حين أجلوه، ويعجبني ... منه طلاوة ذاك الجسم والعنق

كم قد شربت له ماء الحياة، ولن ... ينالني منه لا غص ولا شرق

حتى غدا خجلاً مما أقبله ... فظل يرشح من أعطافه العرق وقال في قنديل:

يا حسن بهجة قنديل خلوت به ... والليل قد أسلت منا ستائره

أضاء كالكوكب الدري متقداً ... فراق باطنه نوراً وظاهره

تزيده ظلمة الليل البهيم سناً ... كأنما الليل طرف (١) وهو باصره وقال في مليح معالج:

بروحي أفدي في الأنام معالجاً ... معاطفه أزهى من الغصن الغض يكلف عطفيه العلاج فيبسط ال قلوب إلى حبيه في ساعة القبض

إذا ما امتطى لطفاً مقيرة له ... وأقعدها واحمر سالفه الفضي

رأيت محياه وما في يمينه ... كشمس تجلت دونها كرة الأرض وقال أيضاً رحمه الله تعالى:

ما بث شكواه لولا مسه الألم ... ولا تأوه لولا شفه السقم

ولا توهم أن الدمع مهجته ... أذابها الشوق حتى سال وهو دم

صب له مدمع صب يكفكفه ... فتستهل غواديه وتنسجم

فطرفه بمياه الدمع في غرق ... وقلبه بلهيب الشوق يضطرم

أراد إخفاء ما يلقاه من كمد ... حتى لقد عاد بالسلوان يتهم

يبدي التجلد والأجفان تفضحه ... كالبرق تبكي (٢) الغوادي وهو يبتسم

سقته أيدي النوى كأساً مدعدعة ... فما نداماه إلا الحزن والندم


(١) ر: طرفاً.
(٢) ر: يبكي.

<<  <  ج: ص:  >  >>