بين اللوى وثهمد كجؤذر ... في ربرب غزلاني
من كثب ذي جيد ذي حور ... ذي هدب وسنان
أما وحلي جيده ... ورنة الخلاخل
والضم من بروده ... قد قضيب مائل
والورد من خدوده ... إذ نم في الغلائل
لا كنت من صدوده ... مستمعاً لعاذل
نار الجوى واستعري ... وكذبي سلواني
وانسكبي واطردي وانهمري ... كالسحب أجفاني
مولاي جفني ساهر ... مؤرق كما ترى
فلا خيال زائر ... يطرقني ولا كرى
إني عليك صابر ... فما جزا من صبرا
إن سح دمعي الهامر ... فلا تلمه إن جرى
جال الهوى خلدي ومضمري ... أضر بي كتماني
مؤنبي اتئد لا تفتري ... وجنب عن عاني وقال أيضاً (١) :
ترى دهر مضى بكم يؤوب منيبا ... يضحي روض آمالي الجديب خصيبا
عسى صب تملكه هواه ... يعاود جفن مقلته كراه
ويبلغ من وصالكم مناه ... ويرجع دهرنا عما جناه
ويجمع شملنا حسن وطيب قريبا ... ويصبح حيث أدعوه الحبيب مجيبا
أرى أمد الصدود بكم تمادى ... وكم لمت الفؤاد فما أفادا
وتأبى عبرتي إلا اطرادا ... ونار صبابتي إلا اتقادا
(١) هذه الموشحة وردت في توشيع التوشيح: ٦٣.