وقلبي في واد من الشوق هائم ... حزين وغاد في الغرام ورائح
صب هيمان بعد الخلان ... نامي الأشجان بادي الأحزان
كتمت الهوى العذري بين أضالعي ... وأخفيته لولا وشاة مدامعي
وحاولت سلواناً فلم ألق سلوة ... فقلت لقلبي مت بداء المطامع
سلواني بان وسري بان ... فلا سلوان ولا كتمان
تملكني حلو الشمائل أهيف ... مليح التثني ناحل الخصر مخطف
أغض من الغصن الرطيب شمائلاً ... وأحسن مرأى في العيون وأظرف
يثني ريان قد فينان ... فاق الأغصان أغصان البان
أعار قضيب البان هزة عطفه ... ورق على نشر النسيم بلطفه
وزاد على البدر المنير بوجهه ... سناً وعلى الظبي الغرير بطرفه
ما للغزلان معنى أجفان ... طرف وسنان صاحي نشوان
تقوى على ضعفي برقة خصره ... وأضرم أشواقي إلى لثم ثغره
فقلت لقلبي عندما صد مغضباً ... وزاد إلى عدوانه طول هجره
كم ذا العدوان بذا الهجران ... ترى ما آن يرضى الغضبان؟
أجرني من الهجران يا غاية المنى ... وجد لي بوصل منك إن كان ممكنا
وعدني إذا لم يمكن الوصل زورة ... وزدني من الحسنى فلا زلت محسنا
وأحسن إن كان تلقى إمكان ... إن الإنسان عبد الإحسان
ظفرت بمحمود الوصال حميده ... حباني به المحبوب بعد صدوده
فقلت لقلبي بين آس عذاره ... ونرجس عينيه وورد خدوده
قم يا جنان وايش ذا النسيان ... واجني ريحان هذا البستان