للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن شعره ما خطب به وزيره أبا غانم (١) :

انهض أبا غانم إلينا ... واسقط سقوط الندى علينا

فنحن عقد من غير وسطى ... ما لم تكن حاضراً (٢) لدينا وقال، وقد ذكر في مجلس أخيه المنصور بسوء:

وما بالهم لا أنعم الله بالهم ... ينوطون بي ذماً وقد علموا فضلي

يسيئون (٣) لي في القول جهلاً وضلة ... وإني لأرجو أن يسوءهم فعلي

وكيف وراحي درس كل فضيلة (٤) ... وورد التقى شمي وحرب العدا نقلي

فإن كان حقاً ما أذاعوا فلا مشت (٥) ... إلى غاية العلياء من بعدها رجلي

ولم ألق أضيافي بوجه طلاقة ... ولم أسخ للعافين (٦) في الزمن المحل

ولي خلق في السخط كالشوك (٧) طعمه ... وعند الرضى أحلى جنى من جنى النحل

فيا أيها الساقي أخاه على النوى ... كؤوس القلى جهلاً رويدك بالعل

لتطفئ ناراً أضرمت في نفوسنا ... فمثلي لا يقلى ومثلك لا يقلي

وقد كنت تشكيني إذا جئت شاكياً ... فقل لي لمن أشكو صنيعك بي قل لي

فبادر إلى الأولى وإلا فإنني ... سأشكوك يوم الحشر للحكم العدل


(١) في الحلة: أبو طالب ابن غانم، وهو يخاطبه بقوله ((انهض أبا طالب)) .
(٢) ر: حاضر.
(٣) في المطبوعة: يسوؤن، والتصويب عن الحلة والقلائد.
(٤) الحلة والقلائد: غريبة.
(٥) الحلة: خطت.
(٦) الحلة والقلائد: ولم أمنح العافين.
(٧) الحلة والقلائد: كالشري؛ وهي أجود.

<<  <  ج: ص:  >  >>