للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان (١) ظريفاً شاعراً نهاباً وهاباً، وجمع بين أختين فلاموه فقال: خبروني ما الذي نستعمل من الشرع حتى تتكلموا في هذا الأمر؟ وقبض عليه بركة ابن أخيه وحبسه وتقلب زعيم الدولة، فلم تطل دولته، فقام بعده أبو المعالي قريش بن بدران بن مقلد ابن أخيه، فأول ما ملك أخرج عمه قرواشاً وذبحه صبراً، وقيل بل مات في سجنه سنة أربع وأربعين وأربعمائة.

وفي قرواش يقول الظاهر الجزري (٢) :

وليل كوجه البرقعيدي ظلمة ... وبرد أغانيه وطول قرونه

سريت ونومي فيه نوم مشرد ... كعقل سليمان بن فهد ودينه

على ألق فيه مضاء كأنه ... أبو جابر في طيشه وجنونه

إلى أن بدا وجه الصباح كأنه ... سنا وجه قرواش وضوء جبينه وكانت إمارة قرواش خمسين سنة.

حكى أبو الهيجاء ابن عمران بن شاهين قال (٣) : كنت أساير معتمد الدولة قرواشاً ما بين سنجار ونصيبين، فنزل ثم استدعاني بعد الزوال وقد نزل هناك بقصر العباس بن عمرو الغنوي، وهو مصل على بساتين ومياه كثيرة، فدخلت عليه فوجدته قائماً يتأمل كتابة في الحائط، فقرأتها فإذا هي:

يا قصر عباس بن عم ... رو كيف فارقك ابن عمرك؟

قد كنت تغتال الدهو ... ر فكيف غالك ريب دهرك؟

واهاً لعزك بل لجو ... دك بل لمجدك بل لفخرك وتحت الأبيات مكتوب: وكتب علي بن عبد الله حمدان سنة إحدى


(١) انظر ابن خلكان ٥: ٢٦٦.
(٢) قد مرت ترجمته، وانظر ابن خلكان ٥: ٢٦٥.
(٣) ابن خلكان ٥: ٢٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>