للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لنا صاحب لا نبغي أن نخونه ... وأنت لأخرى صاحب وخليل فلا والله ما سمعت بعدها منه ريبة حتى فرق بيننا، فقال لها الحجاج: فما كان منه بعد ذلك؟ قالت: وجه صاحباً له إلى حاضرنا وقال له: اعل شرفاً واهتف بهذا البيت بين أهله:

عفا الله عنها هل أبيتن ليلة ... من الدهر لا يسري إلي خيالها فلما فعل ذلك عرفت المعنى، فقلت:

وعنه عفا ربي وأحسن حفظه ... يعز علينا حاجة لا ينالها وعن محمد بن الحجاج بن يوسف قال: بينما الأمير جالس إذ استؤذن لليلى، فأذن لها فدخلت امرأة طويلة دعجاء العين حسنة المشية حسنة الثغر، فسلمت عليه، فرحب بها الحجاج وقال لها: ما وراءك؟ ضع لها وسادة يا غلام، فجلست، فقال لها: ما أقدمك إلينا؟ فقالت: السلام على الأمير والقضاء لحقه والتعرض لمعروفه، فقال: كيف خلفت قومك؟ قالت: في حال خصب وأمن ودعة؛ أما الخصب ففي الأموال والكلأ، وأما الأمن فقد أمنهم الله عز وجل، وأما الدعة فقد خامرهم من خوفك ما أصلح بينهم، ثم قالت: ألا أنشدك أيها الأمير؟ قال: إن شئت، فقالت:

أحجاج لا يفلل سلاحك إنما ال ... منايا بكف الله حيث يراها

إذا هبط الحجاج أرضاً مريضة ... تتبع أقصى دائها فشفاها

شفاها من الداء العضال الذي بها ... غلام إذا هز القناة سقاها

سقاها دماء المارقين وعلها ... إذا جمحت يوماً وخيف أذاها

أعد لها مصقولة فارسية ... بأيدي رجال يحلبون صراها

أحجاج لا تعط العداة مناهم ... أبى الله يعطي للعداة مناها

ولا كل خلاف تقلد بيعة ... بأعظم عهد الله ثم شراها

<<  <  ج: ص:  >  >>