للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناصر في مجلس أنس، فخلع عليه قباء وعمامة بطرف (١) ذهب، فأتى بهما من الغد وجلس تحت الساعات.

ومن شعره:

ولقد بليت بشادن أن لمته ... في قبح ما يأتيه ليس بنافع

متبذل في خسة وجهالة ... ومجاعة كشهود باب الجامع وحضر ليلة عند الناصر في مجلس أنس، وكان في شرف الدين ابن الشيرجي، وكان ألحى، فقام ابن الشيرجي فقضى شغله وعاد، فأشار إليه السلطان بصفع النور الإسعردي فصفعه، فلما فعل نزلت ذقنه على كتف النور، فقبض عليها وأنشد في الحال:

قد صفعنا في ذا المحل الشريف ... وهو إن كنت ترتضي تشريفي

فارث للعبد من مصيف صفاع ... يا ربيع الندى وإلا خري في قال الشيخ صلاح الدين الصفدي: ما أحسن ما أتى بياء المنادى هنا لتشريح التورية بين الربيع والخريف، وقوله " وإلا خري في " من أحسن التورية (٢) بقرينة إمساكه ذفن ابن الشيرجي، وقد ظرف غاية.

وأضر قبل موته فقال:

قد كنت من قبل في أمن وفي دعة ... طرفي يرود لقلبي روضة الأدب

حتى تلقبت نور الدين فانعمشت ... عيني وحول ذاك النور للقب (٣) وقال أيضاً:

سألت الله يختم لي بخير ... فعجل لي ولكن في عيوني


(١) المطبوعة: وطوق، والتصويب عن الوافي والزركشي.
(٢) الوافي: الإشارة.
(٣) المطبوعة: للقلب، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>