حتام لا تصل المدام وقد أتت ... لك في النسيم من الحبيب وعود
والنهر من طرب يصفق من فرحة ... والغصن يرقص والرياض تميد وقال أيضاً:
قد صنت سر هواكم ضناً به ... إن المتيم بالهوى لضنين
فوشت به عيني ولم أك عالماً ... من قبلها أن الوشاة عيون ومن شعر ابن تمرداش:
لقد لذ لي من بعد طول تنسكي ... غرامي بمعسول اللمى وتهتكي
وأصليت قلبي في جحيم صدوده ... وإن كان في توحيده غير مشرك
ولم أنس إذ ودعته وحشاشتي ... تقابل جيش الشوق في كل معرك
فلو يسمع الشكوى حسود لراعه ... غريب الهوى من حيث أشكي ويشتكي
ولما سرت من نحوه نسمة الصبا ... يفوح شذاها كالعبير الممسك
علمت يقيناً أن نار ذكائه ... أعارت نسيم الريح من عرفها الذكي وقال أيضاً في خياط:
رأيت في السوق خياطاً محاسنه ... تزهو على البدر إذ يبدو من الأفق
إن قرض الخيط في فيه وألصقه ... إلى ثنايا كنظم الدر في النسق
تكسوه نوراً ثناياه فتحبسه ... على المراشف خيط الصبح في الشفق وقال أيضاً:
أراه بعيداً وهو في نفسي أدنى ... إلي وألقاه إذا غاب بالمعنى
وتشتاقه شوق الرياض إلى الحيا ... عيوني وإن أضحى فؤادي له مغنى
تشرد نومي إذ جفاني لأجله ... وسال من الصبر إلى المقلة الوسنى " كذا "
وكيف يلام النوم في عشق مقلة ... لواحظها تلقاك بالحسن والحسنى
يلوم عليه الحاسدون وبينناً ... من الود ما يفني الزمان وما يفنى