للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجني فأضمر عتبه فإذا بدا ... فجماله مما جناه شفيعه وقال أيضاً:

قضى ولم يقض من أحبابه أربا ... صب إذا مر خفاق النسيم صلبا

راض بما صنعت أيدي الغرام به ... فحبسه الحب ما أعطى وما سلبا

لا تحسبن قتيل الحب مات ففي ... شرع الهوى عاش للإخلاص (١) منتسبا

في جنة من معاني حسن قاتله ... لا يشتكي نصبا فيها ولا وصبا

ما مات من مات في أحبابه كلفاً ... وما قضى بل قضى الحق الذي وجبا

فالسحب تبكيه بل تسقيه هامية ... وكيف تبكي محباً نال ما طلبا

فطوقت جيدها الورقاء واختضبت ... له وغنت على أعوادها طربا

ومالت الدوحة (٢) الغناء راقصة ... تصبو وتنثر من أوراقها ذهبا

والغصن نشوان يثنيه الغرام به ... كأنه من حميا وجده شربا

والروض حمل أنفاس النسيم شذا ... أزهاره راجياً من قربه سببا

فراقه الورد فاستغنى به وثنى ... عطفاً إليه ومن رجع الجواب أبى

ففارقت روضها الأزهار واتخذت ... نحو الرسول سبيلاً وابتغت سربا (٣)

وحين وافته نادت عند رؤيته ... لمثل هذا حبيباً فلتحل (٤) حبا

تهللت (٥) وجنات الورد من فرح ... وأعين النرجس انهلت له نغبا (٦)

سقته واستوسقت من عرفه أرجاً ... أذكى وأعطر أنفاساً إذا انتسبا


(١) كذا أيضاً في الزركشي؛ الوافي: للأحباب.
(٢) رواية الزركشي والوافي؛ وفي المطبوعة: الروضة.
(٣) المطبوعة: سبباً
(٤) المطبوعة والوافي: فليحل.
(٥) الوافي: اخضلت.
(٦) المطبوعة: لغبا؛ الزركشي: تعبا.

<<  <  ج: ص:  >  >>