للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فار وجهي لذي جدة ... ولا ميلي لذي مال وقال أيضاً:

فقري لمعروفك المعروف يغنيني ... يا من أرجيه والتقصير يرجيني

إن أوثقتني الخطايا عن مدى شرف ... نجا بإدراكه الناجون من دوني

وغض من أملي ما ساء من عملي ... فإن لي حسن ظن فيك يكفيني وقال أيضاً:

عذيري من دهري تصدى معاتباً ... لمستمنح العتبى (١) فأقصد من قصد

رجوت به وصل الحبيب فعندما ... تبدى له المعشوق قابله الرصد وقال أيضاً:

يا بديع الجمال شكر جمالك ... أن توافي عشاقه بوصالك

لنت (٢) عطفاً لهم وقلبك قاس ... فهم يأخذون من ذا لذلك

غير أن الكمال أولى بذا الحس ... ن ومن للبدور مثل كمالك

قابلت وجهك السماء فشكل ال ... بدر ما مرآتها من خيالك

مثلته لكن رسوم صداها ... كلفته فقصرت عن مثالك وقال أيضاً:

إن غض من فقرنا قوم منحوا ... فكل حزب بما أوتوه قد فرحوا

إن هم أضاعوا لحفظ المال دينهم ... فإن ما خسروا أضعاف ما ربحوا وكانت وفاة الشيخ فتح الدين ابن سيد الناس حادي عشر شعبان سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، ومولده رابع عشر ذي القعدة سنة إحدى وستين وستمائة، رحمه الله.


(١) المطبوعة: لمستبهج الغنى، وهو مضطرب، والتصويب عن الزركشي والوافي.
(٢) المطبوعة: كنت، والتصويب عن الوافي.

<<  <  ج: ص:  >  >>